بيده إلى جليس له فقال له من أنت مخافة أن يستنكر فقال أنا فلان ابن فلان قال نعم ودنا سدوس من القبة فكان حيث يسمع الكلام فدنا ابن الهبولة من هند امرأة حجر فقبلها وداعبها ثم قال لها فيما يقول ما ظنك الآن بحجر لو علم بمكاني منك قالت ظني به والله أنه لن يدع طلبك حتى يطالع القصور الحمر وكأني أنظر إليه في فوارس من بني شيبان يذمرهم ويذمرونه وهو شديد الكلب سريع الطلب يزبد شدقاه كأنه بعير آكل مرار فسمي حجر آكل المرار يومئذ قال فرفع يده فلطمها ثم قال ما قلت هذا إلا من عجبك به وحبك له فقالت والله ما أبغضت ذا نسمة قط بغضي له ولا رأيت رجلا قط أحزم منه نائما ومستيقظا إن كان لتنام عيناه وبعض أعضائه حي لا ينام وكان إذا أراد النوم أمرني أن أجعل عنده عسا مملوءا لبنا فبينا هو ذات ليلة نائم وأنا قريبة منه أنظر إليه إذ أقبل أسود سالخ إلى رأسه فنحى رأسه فمال إلى يديه وإحداهما مقبوضة والأخرى مبسوطة فأهوى إليها فقبضها فمال إلى رجليه وقد قبض واحدة وبسط الأخرى فأهوى إليها فقبضها فمال إلى العس شربه ثم مجه فقلت يستيقظ فيشرب فيموت فأستريح منه فانتبه من نومه فقال علي بالإناء فناولته فشمه فاضطربت يداه حتى سقط الإناء فأهريق وذلك كله بأذن سدوس فلما نامت الأحراس خرج يسري ليلته حتى صبح حجرا فقال .
( أتاك المرجفون برجم غيبٍ ... على دَهَش وجئتك باليقينِ )