الأرض رباب الشني وبحيرا الراهب وآخر لم يأت بعد قال وكان لا يموت أحد من ولد الرباب إلا رأوا على قبره طشا ومن ولده مخربة وهو أحد أجواد العرب وإنما سمي مخربة لأن السلاح خربه لكثرة لبسه إياه وقد أدرك النبي فأسلم فأرسله إلى ابن الجلندى العماني وابنه المثنى بن مخربة أحد وجوه أصحاب المختار وكان قد وجهه إلى البصرة ليأخذها فحاربه عباد بن الحصين فهزمه وكان ابنه بلج بن المثنى جوادا وفيه يقول بعض شعراء عبد القيس .
( ألا يا بلْجُ بلجَ بني المُثَنَّى ... وأنت لكل مَكرُمة كِفاءُ ) .
( ألومُك طائعاً ما دمتُ حيًّا ... عليّ إذَنْ من الله العَفاء ) .
( كَفَى قوماً مكارمَ ضَيَّعوها ... وأحسنَ حين أبصرهم أساؤوا ) .
رجع الخبر إلى سياقة حديث عبد يغوث والوقعة .
قال فأما وعلة بن عبد الله الجرمي فإنه لحقه رجل من بني سعد فعقر به فنزل وجعل يحضر على رجليه فلحق رجلا من بني نهد يقال له سليط بن قتب من بني رفاعة فقال له لما لحقه أردفني فأبى فطرحه عن فرسه وركب عليها وأدركت الخيل النهدي فقتلوه فقال وعلة في ذلك .
( ولما سمعت الخيل تدعوا مقاعِساً ... علمتُ بأن اليوم أغبرُ فاجرُ ) .
( نجوتُ نجاءً ليس فيه وتِيرة ... كأني عُقاب دون تَيْمَنَ كاسر ) .
( خُداريَّةٌ صَقْعاء لَبَّد ريشها ... بِطَخفة يومٌ ذو أهاضيبَ ماطر )