( إذا الصَّبُّ الغريبُ رأى خُشُوعِي ... وأنفاسِي تَزَيَّنَ بالخُشُوعِ ) .
( ولي عَيْنٌ أَضَرّ بها التفاتِي ... إلى الأجزاع مُطلقةُ الدموعِ ) .
( إلى الخَلَوات يأنسُ فِيك قلبي ... كما أنِسَ الغريبُ إلى الجميعِ ) فقلت له ألا أنزل فأساعدك أو أكر عودي على بدئي إلى الحمى في حاجة إن كانت لك حاجة أو رسالة فقال جزيت خيرا وصحبتك السلامة امض لطيتك فلو أني علمت أنك تغني عني شيئا لكنت موضعا للرغبة وحقيقا بإسعاف المسألة ولكنك أدركتني في صبابة من حياتي يسيرة فانصرفت وأنا لا أراه يمسي ليلته إلا ميتا فقال القوم ما أعجب هذا الحديث واندفع ابن عائشة فتغنى في الشعرين جميعا وطرب وشرب بقية يومه ولم يزل يغنينا إلى أن انصرفنا .
فأما نسبة هذين الصوتين فإن في الأول منهما لحنا من خفيف الرمل الثقيل المطلق في مجرى الوسطى نسبه يحيى المكي إلى معبد وذكر الهشامي أنه منحول .
وفي هذا الخبر أن ابن عائشة غناه وهو يغني في البيت الأول والثاني من الأبيات وفيه للضيزني الملقب بنبيكة لحن جيد من الثقيل الأول .
وكان نبيكة هذا من حذاق المغنين وكبارهم وقد خدم المعتمد ثم شخص إلى مصر فخدم خمارويه بن أحمد ثم قدم بغداد في أيام المقتدر ورأيناه وشاهدناه وكانت في يده صبابة قوية من إفضال ابن طولون واستغنى بها حتى مات وله صنعة جيدة قد ذكرت ما وقع إلي منها في المجرد .
وذكرت مما وقع إلي له في هذا الكتاب لحنا