النساء فعشق هذه المرأة وقد سمع كلامها ثم ذكر الخبر بطوله وقال فيه فلما وصل إليها أنشأ يقول .
( مُلَيكةُ قد وُصِفتِ لنا بحسنٍ ... وإنا لا نراكِ فأَلمِسِينا ) .
فأخذ زوجها يده فوضعها على أيره .
ذكر إسحاق أن في البيتين الأولين والرابع من هذه الأبيات لحنا من خفيف الثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى ولم ينسبه إلى أحد ووجدته في غناء عمرو بن بانة في هذه الطريقة منسوبا إليه فلا أدري هو ذلك اللحن أو غيره .
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أيوب بن عمر أبو سلمة قال .
قال أبو العباس الأعمى مولى بني الديل بن بكر يحض بني أمية على عبد الله بن الزبير .
( أبني أميّةَ لا أرى لَكُم ... شِبْهاً إذا ما التفَّتِ الشِّيَعُ ) .
( سَعَةً وأحلاماً إذا نَزِعَتْ ... أهلُ الحلومِ فضرَّها النَّزَعُ ) .
( وحفيظةً في كل نائبةٍ ... شَهباءَ لا يُنْهَى لها الرُّبَعُ ) .
( اللهُ أعطاكمْ وإنْ رغِمتْ ... من ذاك أنفُ معاشِرٍ رَتَعُوا ) .
( أبني أميةَ غيرَ أنكمُ ... والناس فيما أُطمِعوا طَمِعوا ) .
( أَطْمَعْتُمُ فيكمْ عَدُوَّكُم ... فسما بهمْ في ذاكُمُ الطَّمَعُ ) .
( فَلَو انَّكُم كنتمْ لقولكُم ... مثلَ الذي كانوا لكمْ رجَعوا ) .
( عما كرهتمْ أو لَرَدَّهُمُ ... حذرُ العقوبة إنها تَزَعُ )