وهي أربعة أبيات هكذا في الخبر ولم يذكر غير هذا البيت منها قال فأطربه فأمر له بثلاثين ألف درهم وبمثل كارة القصار كسوة فبينا ابن عائشة يسير إذ نظر إليه رجل من أهل وادي القرى كان يشتهي الغناء ويشرب النبيذ فدنا من غلامه وقال من هذا الراكب قال ابن عائشة المغني فدنا منه وقال جعلت فداءك أنت ابن عائشة أم المؤمنين قال لا أنا مولى لقريش وعائشة أمي وحسبك هذا فلا عليك أن تكثر قال وما هذا الذي أراه بين يديك من المال والكسوة قال غنيت أمير المؤمنين صوتا فأطربته فكفر وترك الصلاة وأمر لي بهذا المال وهذه الكسوة قال جعلت فداءك فهل تمن علي بأن تسمعني ما أسمعته إياه فقال له ويلك أمثلي يكلم بمثل هذا في الطريق قال فما أصنع قال الحقني بالباب ُ .
وحرك ابن عائشة بغلة شقراء كانت تحته لينقطع عنه فعدا معه حتى وافيا الباب كفرسي رهان ودخل ابن عائشة فمكث طويلا طمعا في أن يضجر فينصرف فلم يفعل فلما أعياه قال لغلامه أدخله فلما دخل قال له هل ويلك من أين صبك الله علي قال أنا رجل من أهل وادي وادي القرى أشتهي هذا الغناء فقال له هل لك فيما هو أنفع لك منه قال وما ذاك قال مائتا دينار وعشرة أثواب تنصرف بها إلى أهلك فقال له جعلت فداءك والله إن لي لبنية ما في أذنها علم الله حلقة من الورق فضلا عن الذهب وإن لي لزوجة ما عليها يشهد الله قميص ولو أعطيتني جميع ما أمر لك به أمير المؤمنين على هذه الخلة والفقر اللذين عرفتكهما وأضعفت لي ذلك لكان الصوت أعجب إلي