الباب فقال من هذا فقلت انظر عافاك الله فدنا وهو يسبح ويستعيذ كأنه يخاف ففتح فقال من أنت عافاك الله قلت رجل من أهل المدينة قال فما حاجتك قلت أنا رجل أشتهي الغناء وأزعم أني أعرف منه شيئا وقد بلغني أن القوم يجتمعون عندك وقد أحببت أن تنزلني في جانب منزلك وتخلطني بهم فإنه لا مؤونة عليك ولا عليهم مني فلوى شيئا ثم قال انزل على بركة الله قال فنقلت متاعي فنزلت في جانب حجرته ثم جاء القوم حين أصبحوا واحدا بعد واحد حتى اجتمعوا فأنكروني وقالوا من هذا الرجل قال رجل من أهل المدينة خفيف يشتهي الغناء ويطرب عليه ليس عليكم منه عناء ولا مكروه فرحبوا بي وكلمتهم ثم انبسطوا وشربوا وغنوا فجعلت أعجب بغنائهم وأظهر ذلك لهم ويعجبهم مني حتى أقمنا أياما وأخذت من غنائهم وهم لا يدرون أصواتا وأصواتا وأصواتا ثم قلت لابن سريج أي فديتك أمسك علي صوتك .
( قُلْ لهندٍ وتِرْبِها ... قبلَ شَحْطِ النَّوَى غَدا ) .
قال أو تحسن شيئا قلت تنظر وعسى أن أصنع شيئا واندفعت فيه فغنيته فصاح وصاحوا وقالوا أحسنت قاتلك الله قلت فأمسك علي صوت كذا فأمسكوه علي فغنيته فازدادوا عجبا وصياحا فما تركت واحدا منهم إلا غنيته من غنائه أصواتا قد تخيرتها قال فصاحوا حتى علت أصواتهم وهرفوا بي