أخبرني يحيى عن أبيه عن إسحاق عن أبي بشر الفزاري قال .
كان ربيعة الرقي يهوى جارية لرجل من أهل الكوفة يقال لها عثمة وكان أهلها ينزلون في جوار جعفي فقال فيها في أبيات له .
( جُعْفيّ جيرانُها فقد عَطِرت ... جعفِيّ من نشرِها ورياها ) .
فقال له رجل من جعفي وأنا جار لها بيت بيت والله ما شممت من دارهم ريحا طيبة قط فتشمم ربيعة رائحته وقال وما ذنبي إذا كنت أخشم والله إني لأجد ريحها وريح طيبها منك وأنت لا تجده من نفسك .
أخبرني يحيى عن أبيه عن إسحاق عن أبي بشر قال .
كنت حاضرا ربيعة الرقي يوما وجاءته امرأة من منزل هذه الجارية فقالت تقول لك فلانة إن بنت مولاي محمومة فإن كنت تعرف عوذة تكتبها لها فافعل فقال اكتب لها يا أبا بشر هذه العوذة .
( تفُو تفُو باسم إلهي الذي ... لا يعرِض السقم لمن قد شَفَى ) .
( أعِيذ مولاتِي ومولاتَها ... وابنتها بعُوذة المصطفَى ) .
( من شرّ ما يعرِض من عِلة ... في الصبح والليل إذا أسْدفا ) .
قال فقلت له يا أبا ثابت لست أحسن أن أكتب تفو تفو فكيف أكتبها قال انضح المداد من رأس القلم في موضعين حتى يكون كالنفث وادفع العوذة إليها فإنها نافعة ففعلت ودفعتها إليها فلم تلبث أن جاءتنا الجارية وهي لا تتمالك ضحكا فقالت له يا مجنون ما فعلت بنا كدنا والله نفتضح بما صنعت قال فما أصنع بك أشاعر أنا أم صاحب تعاويذ