فقال الرشيد يا غلام أعط ربيعة ثلاثين ألف درهم وخلعة واحمله على بغلة فلما حمل المال بين يديه والبس الخلعة قال له الرشيد بحياتي يا رقي لا تذكره في شيء من شعرك تعريضا ولا تصريحا وفتر الرشيد عما كان هم به أن يتزوج إليه وظهر منه له بعد ذلك جفاء كثير واطراح .
عبثه بالعباس بن محمد بحضرة الرشيد .
أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال حدثني أحمد بن أبي فنن الشاعر قال حدثني من لا أحصي من الجلساء .
أن ربيعة الرقي كان لا يزال يعبث بالعباس بن محمد بحضرة الرشيد العبث الذي يبلغ منه منذ جرى بينهما في مديحه إياه ما جرى من حيث لا يتعلق عليه فيه بشيء فجاء العباس يوما إلى الرشيد ببرنية فيها غالية فوضعها بين يديه ثم قال هذه يا أمير المؤمنين غالية صنعتها لك بيدي اختير عنبرها من شحر عمان ومسكها من مفاوز التبت وبانها من قعر تهامة فالفضائل كلها مجموعة فيها والنعت يقصر عنها .
فاعترضه ربيعة فقال ما رأيت أعجب منك ومن صفتك لهذه الغالية عند من إليه كل موصوف يجلب وفي سوقه ينفق وبه إليه يتقرب وما قدر غاليتك هذه أعزك الله حتى تبلغ في وصفها ما بلغت أأجريت بها إليه نهرا أم حملت إليه منها وقرا إن تعظيمك هذا عند من تجبى إليه خزائن الأرض وأموالها من كل بلدة وتذل لهيبته جبابرة الملوك المطيعة والمخالفة وتتحفه بطرف بلدانها وبدائع ممالكها حتى كأنك قد فقت به على كل ما عنده أو