ويقدمه وكان قد هم أن يخطب إليه ابنته فرأى الكراهة في وجهه فقال ما شأنك قال هجاني ربيعة الرقي فأحضر فقال له الرشيد يا ماص كذا وكذا من أمه أتهجو عمي وآثر الخلق عندي لقد هممت أن أضرب عنقك فقال والله يا أمير المؤمنين لقد مدحته بقصيدة ما قال مثلها أحد من الشعراء في أحد من الخلفاء ولقد بالغت في الثناء وأكثرت في الوصف فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمره بإحضارها فلما سمع الرشيد ذلك منه سكن غضبه وأحب أن ينظر في القصيدة فأمر العباس بإحضار الرقعة فتلكأ عليه العباس ساعة فقال له الرشيد سألتك بحق أمير المؤمنين إلا أمرت بإحضارها فعلم العباس أنه قد أخطأ وغلط فأمر بإحضارها فأحضرت فأخذها الرشيد وإذا فيها القصيدة بعينها فاستحسنها واستجادها وأعجب بها وقال والله ما قال أحد من الشعراء في أحد من الخلفاء مثلها لقد صدق ربيعة وبر ثم قال للعباس كم أثبته عليها فسكت العباس وتغير لونه وجرض بريقه فقال ربيعة أثابني عليها يا أمير المؤمنين بدينارين فتوهم الرشيد أنه قال ذلك من الموجدة على العباس فقال بحياتي يا رقي كم أثابك قال وحياتك يا أمير المؤمنين ما أثابني إلا بدينارين فغضب الرشيد غضبا شديدا ونظر في وجه العباس بن محمد وقال سوءة لك أية حال قعدت بك عن إثابته أقلة المال فوالله لقد مولتك جهدي أم انقطاع المادة عنك فوالله ما انقطعت عنك أم أصلك فهو الأصل لا يدانيه شيء أم نفسك فلا ذنب لي بل نفسك فعلت ذلك بك حتى فضحت أباك وأجدادك وفضحتني ونفسك فنكس العباس رأسه ولم ينطق