قدم حمزة بن بيض البصرة زائرا لبلال بن أبي بردة بن أبي موسى وبينهما مودة منذ الصبا فطال مقامه عنده فاشتاق إلى أهله وولده فكتب إلى بلال .
( كَلَّتْ رحالي وأعواني وأحراسي ... إلى الأمير وإدلاجي وإمْلاسي ) .
( إلى امرىء مُشْبَع مجدا ومكرُمة ... عادية فهو حالٍ منهما كاسي ) .
( فلستُ منك ولا مما مَنَنْتَ به ... من فضل ودك كالمرميّ في راسي ) .
( إني وإياك والإخوانَ كلَّهم ... في العسر واليسر لو قِيسوا بمقياس ) .
( وذاك مما ينوبُ الدهرُ من حَدَث ... كالْورد في المَثَل المضروب والآس ) .
( يبيد هذا فيبلَى بعد جدّته ... غَضًّا وآخره رهن بإيناس ) .
( وأنت لي دائم باقٍ بشاشته ... يهتز في عود لا عَشٍّ ولا عاسي ) .
فعجل له بلال صلته وسرحه إلى الكوفة .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا إسحاق بن محمد النخعي قال حدثنا أبو المعارك الضبي قال حدثني أبو مسكين قال .
دخل حمزة بن بيض على سليمان بن عبد الملك فلما مثل بين يديه أنشأ يقول .
( رأيتك في المنام شننت خزاً ... عليّ بَنَفْسَجاً وقضيت ديني ) .
( فصدق يا فدتْك النفس رؤيا ... رأتها في المنام لديك عَيْني ) .
فقال سليمان يا غلام أدخله خزانة الكسوة واشنن عليه كل ثوب خز