( فأيأسني من خير مخلدَ أنه ... على كل حال ليس لي فيه مطمع ) .
( يجود لأقوام يودون أنه ... من البغض والشَّنْآن أمسى يُقَطَّعُ ) .
( ويَبْخَل بالمعروف عمن يوَدُّه ... فوالله ما أدري به كيف أصنع ) .
( أأصرِمه فالصُّرم شرُّ مغبَّةً ... ونفسي إليه بالوصال تَطَلَّع ) .
( وشتانَ بيني في الوصال وبينَه ... على كل حال أستقيمُ ويَظْلَع ) .
( وقد كان دهراً واصلاً لي مودةً ... ويمنعني من صرف دهري أضرع ) .
( وأعقبني صُرْماً على غير إِحنة ... وبخلاً وقِدْماً كان لي يتبرع ) .
( وغيَّره ما غيّر الناسَ قبلَه ... فنفسي بما يأتي به ليس تقنع ) .
ثم كتبها في قرطاس وختمه وبعث به مع رجل فدفعه إلى غلامه فدفعه الغلام إليه فلما قرأه سأل الغلام من صاحب الكتاب قال لا أعرفه فأدخل إليه الرجل فقال من أعطاك هذا الكتاب ومن بعث به معك قال لا أدري ولكن من صفته كذا وكذا ووصف صفة ابن بيض فأمر فضرب عشرين سوطا على رأسه وأمر له بخمس مئة درهم وكساه وقال إنما ضربناك أدبا لك لأنك حملت كتابا لا تدري ما فيه لمن لا تعرف فإياك أن تعود لمثلها قال الرجل لا والله أصلحك الله لا أحمل كتابا لمن أعرف ولا لمن لا أعرف قال له مخلد احذر فليس كل أحد يصنع بك صنيعي وبعث إلى ابن بيض فقال له أتعرف ما لحق صاحبك الرجل قال لا فحدثه مخلد بقصته فقال ابن بيض والله أصلحك الله لا تزال نفسه تتوق إلى العشرين سوطا مع الخمس مائة أبدا فضحك مخلد وأمر له بخمسة آلاف درهم وخمسة أثواب وقال وأنت والله لا تزال نفسك تتوق إلى عتاب إخوانك أبدا