فيه نبيذ من نبيذ السقاية فأعطاه إياه وسأله أن يشربه فأخذه من يده كالمتعجب ثم قال نعم إنه يستحب ووضعه في يده ولم يشربه فلما ولي الخلافة وحج لقيه الفضل فلم يعطه شيئا .
نسخت من كتاب ابن النطاح قال .
ذكر أبو الحسن المدائني أن الحارث بن خالد المخزومي كان يحسد الفضل اللهبي على شعره ويعاديه لأن أبا لهب كان قامر جده العاصي بن هشام على ماله فقمره ثم قامره على رقة فقمره فأسلمه قينا ثم بعث به بديلا يوم بدر فقتله علي بن أبي طالب عليه السلام فكان إذا أنشد شيئا من شعره يقول هذا شعر ابن حمالة الحطب فقال الفضل في ذلك .
( ماذا تحاول من شتمي ومنقصتي ... ماذا تُعَيِّر من حمالة الحطبِ ) .
( غراء سائلة في المجد غُرتها ... كانت حليلة شيخ ثاقِب النسب ) .
( إنا وإن رسول الله جاء بنا ... شيخ عظيم شؤون الرأس والنشبِ ) .
( يا لعن الله قوما أنت سيدهم ... في جلدة بين أصل الثيِّل والذنب ) .
( أبالقيون توافيني تفاخِرني ... وتدعي المجد قد أفرطتَ في الكذبِ ) .
( وفي ثلاثةِ رهطٍ أنت رابعهم ... توعدني واسطاً جرثومةَ العرب ) .
( في أسرة من قريش هم دعائمها ... تشفِي دماؤهم للخيْل والكَلَب ) .
( اما أبوك فعبدٌ لستَ تنكره ... وكان مالكَه جدي أبو لهب ) .
( النبعُ عيداننا والمجدُ شِيمتنا ... لسنا كقومِك من مَرْخ ولا غَرَبِ )