خرج علي بن عبد الله بن العباس بالفضل اللهبي إلى عبد الملك بن مروان بالشام فخرج عبد الملك يوما رائحا على نجيب له ومعه بغلة تجنب فحدا حادي عبد الملك به فقال .
( يا أيها البكر الذي أراكا ... عليك سهلَ الأرضِ في ممشاكا ) .
( ويلَك هل تعلم من علاكا ... إن ابن مروان على ذُراكا ) .
( خليفة الله الذي امتطاكا ... لم يَعْلُ بكراً مثلُ من علاكا ) .
فعارضه الفضل اللهبي فحدا بعلي بن عبد الله بن عباس فقال .
( يا أيها السائل عن عليّ ... سألت عن بدر لنا بدرِيّ ) .
( أغلبَ في العلياء غالبيِّ ... وليِّنِ الشيمةِ هاشمي ) .
( حاء على بكر له مَهْرِي ... ) .
فنظر عبد الملك إلى علي فقال أهذا مجنون آل أبي لهب قال نعم فلما أعطى قريشا مر به اسمه فحرمه وقال يعطيه علي هكذا رواية عمر بن شبة .
وأخبرني ابن عمار بهذا الخبر عن علي بن محمد بن النوفلي عن عمه .
أن سليمان بن عبد الملك حج في خلافة الوليد فجاء إلى زمزم فجلس عندها ودخل الفضل اللهبي يستقي فجعل يرتجز ويقول .
( يا أيها السائل عن عليّ ... سألت عن بدرٍ لنا بدريِّ ) .
( مقدَّم في الخير أبطحِيِّ ... ولينِ الشيمةِ هاشميّ ) .
( زمزمَنا بوركتِ من ركيِّ ... بورِكتِ للساقي وللمسقيّ ) .
فغضب سليمان وهم بالفضل فكفه عنه علي بن عبد الله ثم أتاه بقدح