وبعث به إليه فكان يستعير له سرجا إذا أراد أن يركبه فتواصى الناس بألا يعيره أحد سرجا فلما طال عليه ذلك اشترى سرجا بخمسة دراهم وقال .
( ولما رأيت المال مَأْلف أهلِه ... وصان ذوِي الأخطار أن يتبذلوا ) .
( رجعت إلى مالِي فأعتبت بعضه ... فأعتبني إني كذلك أفعل ) .
ثم قال للذي اشترى له الحمار إني لا أطيق علفه فإما أن تبعث إلي علفه وإلا رددته فكان يبعث إليه بعلف كل ليلة وشعير ولا يدع هو أيضا أن يطلب من كل أحد يأنس به علفا لحماره فيبعث به إليه فيعلفه التبن دون الشعير حتى هزل وعطب فرفع الحزين الكناني إلى ابن حزم أو عبد العزيز بن عبد المطلب رقعة وكتب في رأسها قصة حمار الفضل اللهبي وذكر فيها أنه يركبه ويأخذ علفه وقضيمه من الناس ويعلفه التبن ويبيع الشعير ويأخذ ثمنه ويسأل أن ينصف منه فضحك لما قرأ الرقعة وقال لئن كنت مازحا إني لأراك صادقا وأمر بتحويل حمار اللهبي إلى إصطبله ليعلفه ويقضمه فإذا أراد ركوبه دفع إليه .
أخبرني وكيع قال حدثني محمد بن سعد الشامي عن ابن عائشة قال .
كان الفضل اللهبي بغير سرج فاستعار سرجا فمطله الرجل حتى خاف أن تفوته حاجته فاشترى سرجا ومضى لحاجته وأنشأ يقول .
( ولما رأيت المال مألف أهله ... ) .
وذكر البيتين ولم يزد عليهما شيئا