فقال والله لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه فأمرت به فأخرج ثم عاد إليها في اليوم الثالث وحولها مولدات كأنهن التماثيل فنظر الفرزدق إلى واحدة منهن فأعجب بها فقالت يا فرزدق من أشعر الناس فقال أنا فقالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول .
( إن العيون التي في طرفها مَرَض ... قتلننا ثم لم يُحْيِين قتلانا ) .
( يَصْرَعن ذا اللب حتى لا حَرَاك به ... وهن أضعفُ خلق الله أركانا ) .
فقال يا بنت رسول الله إن لي عليك حقا عظيما ضربت إليك من مكة أريد التسليم عليك فكان في دخولي إليك تكذيبي ومنعك إياي أن أسمعك وبي ما قد عيل معه صبري وهذه المنايا تغدو وتروح ولعلي لا أفارق المدينة حتى أموت فإن أنا مت فمري أن أدرج في كفني وأدفن في حر تلك الجارية يعني الجارية التي أعجبته فضحكت سكينة وأمرت له بالجارية فخرج بها آخذا بريطتها وأمرت الجواري أن يدفعن في أقفائهما ثم قالت يا فرزدق أحسن صحبتها فإني آثرتك بها على نفسي .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار وأحمد بن عبد العزيز الجوهري قالا حدثنا علي بن محمد النوفلي قال حدثني أبي عن أبيه وعمومته وجماعة من شيوخ بني هاشم .
أنه لم يصل على أحد بعد رسول الله بغير إمام إلا سكينة بنت الحسين عليه السلام فإنها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك فأرسلوا إليه فآذنوه بالجنازة وذلك في أول النهار في حر شديد فأرسل إليهم لا تحدثوا حدثا حتى أجيء فأصلي عليها فوضع النعش في موضع المصلى على