مكسورة والفرس قد أضر بها الركض وسفط الطيب مكسور الختم فسألني عن السبب فصدقته فقال لي ويحك أما كفاك ما صنعت بي حتى انتسبت في نسبي فجعلتني عند أشراف قومي من العرب جماشا وسكت عني فلم يقل لي أحسنت ولا أسأت حتى وافينا المدينة فلما وافاها سألته سكينة عن خبره فقال لها يا بنت رسول الله وما سؤالك إياي ولم يزل ثقتك معي وهو أمين علي فسليه عن خبري يصدقك عنه فسألتني فأخبرتها أني لم أنكر عليه شيئا ولم أمكنه من ابتياع جارية ولم أطلق له الاجتياز بالعرج فاستحلفتني على ذلك فلما حلفت لها بالأيمان المحرجة فيها طلاق أمك وثب فوقف بين يديها وقال أي ابنة عم ويا بنت رسول الله كذبك والله العلج ولقد أخذ مني أربعمائة دينار على أن أذن لي في المصير إلى العرج فأقمت بها يوما وليلة وغسلت بها عدة من جواري وها أنا ذا تائب إلى الله مما كان مني وقد جعلت توبتي هبتهن لك وتقدمت في حملهن إليك وهن موافيات المدينة في عشية اليوم فبيعهن أو عتقهن إليك الأمر فيه وأنت أعلم بما ترين في العبد السوء فأمرتني بإحضار أربعمائة الدينار فأحضرتها فأمرت بابتياع خشب بثلثمائة دينار وأمرت بنشره وليس عندي ولا عند أحد من أهل المدينة علم بما تريده فيه ثم أمرت بأن يتخذ بيت كبير وجعلت النفقة عليه في أجرة النجارين من المائة الدينار الباقية ثم أمرت بابتياع بيض وتبن وسرجين بما بقي من المائة الدينار بعد أجرة النجارين ثم أدخلتني البيت وفيه البيض والتبن والسرجين وحلفت بحق جدها ألا أخرج من ذلك البيت حتى أحضن ذلك البيض كله إلى أن يفقس ففعلت ذلك ولم أزل أحضنه حتى