حولي فقلت لابن أشعب حدثني بأعجب ما تعلم من طمع أبيك فقال أعجب من طمع أبي طمع ابنه فقلت وما بلغ من طمعك فقال دعوت آنفا لما اشتد عليك البرد بدواج سمور لتستدفىء به فلم أشك أنك دعوت به لتجعله علي فغلبني الضحك وخلعت عليه الدواج ثم قلت له ما أحسب لك قرابة بالمدينة فقال اللهم غفرا لي بالمدينة قرابات وأي قرابات قلت أيكونون عشرة قال وما عشرة قلت فعشرين قال اللهم غفرا لا تذكر العشرات ولا المئين وتجاوز ذكر الألوف إلى ما هو أكثر منها قلت ويحك ليس بينك وبين أشعب أحد فكيف يكون هذا فقال .
إن زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان تزوج سكينة بنت الحسين فخف أبي على قلبها فأحسنت إليه وكانت عطاياها خلاف عطايا مولاه فمال إليها بكليته .
قال وحج سليمان بن عبد الملك وهو خليفة فاستأذن زيد بن عمرو سكينة وأعلمها أنها أول سنة حج فيها الخليفة وأنه لا يمكنه التخلف عن الحج معه وكانت لزيد ضيعة يقال لها العرج وكان له فيها جوار فأعلمته أنها لا تأذن له إلا أن يخرج أشعب معه فيكون عينا لها عليه ومانعا له من العدول إلى العرج ومن اتخاذ جارية لنفسه في بدأته ورجعته فقنع بذلك وأخرج أشعب معه وكان له فرس كثير الأوضاح حسن المنظر يصونه عن