درهم زائف فقلت هاتوه وهلموا زقين فقالوا وما يكفيك لدرهم زائف زق واحد فقلت أعطوني ما طلبت وخلاكم ذم ففعلوا وهم يهزأون بي فصببت في أحد الزقين شيئا من ماء ثم جئت إلى خمار فقلت له كل لي ملء هذا الزق فملأه فأخرجت الدرهم الزائف فأعطيته إياه فقال لي ما هذا ويحك أمجنون أنت فقلت مالك قال إن ثمن هذا الزق عشرون درهما جيادا وهذا درهم زائف فقلت أنا رجل بدوي وظننت أن هذا يصلح كما ترى فإن صلح وإلا فخذ شرابك فاكتال مني ما كاله وبقي في زقي من الشراب بقدر ما كان فيه من الماء فأفرغته في الزق الآخر وحملتهما على ظهري وخرجت وصببت في الزق الأول ماء .
ودخلت إلى خمار آخر فقلت إني أريد ملء هذا الزق خمرا فانظر إلى ما معي منه فإن كان عندك مثله فأعطني فنظر إليه وإنما أردت ألا يستريب بي إذا رددت الخمر عليه فلما رآه قال عندي أجود منه قلت هات فأخرج لي شرابا فاكتلته في الزق الذي فيه الماء ثم دفعت إليه الدرهم الزائف فقال لي مثل قول صاحبه فقلت خذ خمرك فأخذ ما كان كاله لي وهو يرى أني خلطته بالشراب الذي أريته إياه وخرجت فجعلته مع الخمر الأول .
ولم أزل أفعل ذلك بكل خمار في الحيرة حتى ملأت زقي الأول وبعض الآخر ثم رجعت إلى أصحابي فوضعت الزقين بين أيديهم