قال فما فعل المالكيون الذين كانوا معك قلت كان بيني وبينهم بعض ما يكون بين العرب ونحن على دين الشرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها ويرى فيها رأيه فإنما هي غنيمة من مشركين وأنا مسلم مصدق بمحمد فقال رسول الله أما إسلامك فنقبله ولا نأخذ من أموالهم شيئا ولا نخمسها لأن هذا غدر والغدر لا خير فيه فأخذني ما قرب وما بعد وقلت يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت حين دخلت عليك الساعة قال فإن الإسلام يجب ما كان قبله وكان قتل منهم ثلاثة عشر إنسانا فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف فتداعوا للقتال ثم اصطلحوا على أن يحمل عمي عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية .
قال المغيرة وأقمت مع النبي حتى اعتمر عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة فكانت أول سفرة خرجت معه فيها وكنت أكون مع أبي بكر وألزم النبي فيمن يلزم .
وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى النبي فأتاه يكلمه وجعل يمس لحية رسول الله وأنا قائم على رأسه مقنع في الحديد فقلت لعروة وهو يمس لحية رسول الله اكفف يدك قبل ألا تصل إليك فقال عروة يا محمد من هذا ما أفظه وأغلظه فقال هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة فقال عروة يا عدو الله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس يا غدر .
أخبرني محمد بن خلف قال حدثني أحمد بن الهيثم الفراسي قال حدثنا العمري عن الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال قال المغيرة بن شعبة .
أول ما عرفني به العرب من الحزم والدهاء أني كنت في ركب من قومي في طريق لنا إلى الحيرة فقالوا لي قد اشتهينا الخمر وما معنا إلا