كان بين يديه عندي قال ثم سألني أن أسير معه إلى منزله فأجبته فلم يدع من البر والإكرام شيئا إلا فعله ثم وضع النبيذ فجعلت لا آتي بحسن إلا خرجت إلى ما هو أحسن منه وهو لا يرتاح ولا يَحْفِلُ لما يرى مني فلما طال عليه أمري قال يا غلام شيخنا شيخنا فأتي بشيخ فلما رآه هش إليه فأخذ الشيخ العود ثم اندفع يغني .
( سِلَّوْرُ في القِدْرِ ويْلي عَلُوْه ... جاء القِطُّ أكلَهْ وَيْلي عَلُوهْ ) .
السِّلَّوْرُ السمك الجِرِّيُّ بلغة أهل الشأم قال فجعل صاحب المنزل يصفق ويضرب برجله طربا وسرورا قال ثم غناه .
( وتَرْمِيني حَبِيبةُ بالدُّرَاقِنْ ... وتَحْسَبُني حبيبةُ لا أراها ) .
الدُّراقِن اسم الخَوْخ بلغة أهل الشأم قال فكاد أن يخرج من جلده طربا قال وانسللت منهم فانصرفت ولم يعلم بي فما رأيت مثل ذلك اليوم قط غناء أضيع ولا شيخا أجهل .
ابن عائشة يقتبس من غناء معبد .
قال إسحاق وذكر لي شيخ من أهل المدينة عن هارون بن سعد أن ابن عائشة كان يلقي عليه وعلى ربيحة الشماسية فدخل معبد فألقى عليهما صوتا