قولها للرجلين فقال لها إن أعجز العجز وصف المرء نفسه ولكني إذا لقيت أعذرت وحسب المرء غناء أن يعذر فقالت له قد زوجتك نفسي فاحضر غدا مجلس الحي ليعلموا ذلك فانصرف من عندها وانتظرت حتى ذهب الليل ولاح الفجر فخرجت من مكمني وركبت فرسي وقلت لخيلي أغيري فأغارت وتركتها وقصدت نحو النسوة ومجلسهن فكشفت عن خيمة المرأة فإذا أنا بامرأة تامة الحسن فلما ملأت بصرها مني أهوت إلى درعها فشقته وقالت واثكلاه والله ما أبكي على مال ولا تلاد ولكن على أخت من وراء هذا القوز تبقى بعدي في مثل هذا الغائط فتهلك ضيعة وأومأت بيدها إلى قوز رمل إلى جانبهم فقلت هذه غنيمة من وراء غنيمة فدفعت فرسي حتى أوفيت على الأيفاع فإذا أنا برجل جلد نجد أهلب أغلب يخصف نعله وإلى جنبه فرسه وسلاحه فلما رآني رمىبنعله ثم استوى على فرسه وأخذ رمحه ومضى ولم يحفل بي فطفقت أشجره بالرمح خفقا وأقول له يا هذا استأسر فمضى ما يحفل بي حتى أشرف على الوادي فلما رأى الخيل تحوي إبله استعبر باكيا وأنشأ يقول .
( قد علمتْ إذ منحتني فاها ... أني سأحوي اليوم من حَواها ) .
( بل ليت شعري اليوم من دهاها ... ) .
فأجبته