موضعه فشككت الرمح في إهابه فإذا هو كأنه قد مات منذ سنة فمضيت وتركته فهذا أجبن الناس .
ثم مضيت فأصبحت بين دكادك هرشى إلى غزال فنظرت إلى أبيات فعدلت إليها فإذا فيها جوار ثلاث كأنهن نجوم الثريا فبكين حين رأينني فقلت ما يبكيكن فقلن لما ابتلينا به منك ومن ورائنا أخت هي أجمل منا فأشرفت من فدفد فإذا بمن لم أر شيئا قط أحسن من وجهه وإذا بغلام يخصف نعله عليه ذؤابة يسحبها فلما نظر إلي وثب على الفرس مبادرا ثم ركض فسبقني إلى البيوت فوجدهن قد ارتعن فسمعته يقول لهن .
( مهلاً نُسَيّاتي إذن لا ترتعْنْ ... ان يُمنع اليوم نساء تُمنعْنْ ) .
( أرخين أذيال المروط وارتَعنْ ... ) .
فلما دنوت منه قال أتطردني أم أطردك قلت أطردك فركض وركضت في أثره حتى إذا مكنت السنان في لفتته واللفتة أسفل من الكتف اتكأت عليه فإذا هو والله مع لبب فرسه ثم استوى في سرجه فقلت