إلا حيلة قد أوقعتها فقال لي في جواب ذلك أشهدك أن جاريتي شارية صدقة على ميمونة بنت إبراهيم بن المهدي ثم أشهد ابنة هبة الله على مثل ذلك وأمرني بالركوب إلى دار ابن أبي دواد وإحضار من قدرت عليه من الشهود المعدلين عنده فأحضرته أكثر من عشرين شاهدا وأمر بإخراج شارية فخرجت فقال لها أسفري فجزعت من ذلك فأعلمها أنه إنما أمرها بذلك لخير يريده بها ففعلت فقال لها تسمي فقالت أنا شارية أمتك فقال لهم تأملوا وجهها ففعلوا ثم قال فإني أشهدكم أنها حرة لوجه الله تعالى وأني قد تزوجتها وأصدقتها عشرة آلاف درهم يا شارية مولاة إبراهيم بن المهدي أرضيت قالت نعم يا سيدي قد رضيت والحمد لله على ما أنعم به علي فأمرها بالدخول وأطعم الشهود وطيبهم وانصرفوا .
فما أحسبهم بلغوا دار ابن أبي دواد حتى دخل علينا عبد الوهاب بن علي فأقرأ عمه سلام المعتصم ثم قال له يقول لك يا أمير المؤمنين من المفترض علي طاعتك وصيانتك عن كل ما يعرك إذ كنت عمي وصنو أبي وقد رفعت إلي امرأة من قريش قصة ذكرت فيها أنها من بني زهرة صليبة وأنها أم شارية واحتجت بأنه لا تكون بنت امرأة من قريش أمة