فقال له المهلب يا أبا أمامة مائة ألف فوالله ما هي عندنا ولكن ثلاثون ألفاً فيها عروض .
وأمر له بها فإذا هو زياد الأعجم .
أخبرني عمي قال حدثني الكراني وأبو العيناء عن القحذمي قال لقي الفرزدق زياداً الأعجم فقال له الفرزدق لقد هممت أن أهجو عبد القيس وأصف من فسوهم شيئاً .
قال له زياد كما أنت حتى أسمعك شيئاً .
ثم قال قل إن شئت أو أمسك .
قال هات .
قال - طويل - .
( وما تَرَكَ الهاجون لي إن هجوْتُه ... مَصَحّاً أراه في أديمِ الفرزدقِ ) .
( فإنّا وما تُهدِي لنا إنْ هجوْتَنَا ... لكالبحر مَهما يُلْقَ في البحر يَغرقِ ) .
فقال له الفرزدق حسبك هلم نتتارك .
قال ذاك إليك .
وما عاوده بشيء .
وأخبرني بهذا الخبر محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا العتبى عن العباس بن هشام عن أبيه قال حدثني خراش وكان عالماً راوية لأبي ولمؤرج ولجابر بن كلثوم قال أقبل الفرزدق وزياد ينشد الناس في المربد وقد اجتمعوا حوله فقال من هذا قيل الأعجم .
فأقبل نحوه فقيل له هذا الفرزدق قد أقبل عليك .
فقام فتلقاه وحيّا كل واحد منهما صاحبه فقال له الفرزدق ما زالت تنازعني نفسي إلى هجاء عبد القيس منذ دهر .
قال زياد وما