كأنك بالموت قد صبحك أو مساك فقال زياد فيه - طويل - .
( يحذّرني الموتَ ابنُ حبناءَ والفتى ... إلى الموت يَغدو جاهداً ويَرُوحُ ) .
( وكلُّ امرىءٍ لا بدّ للموتِ صائرٌ ... وإن عاشَ دهراً في البلاد يسيح ) .
( فقلْ ليزيدٍ يا ابنَ حَبْناء لا تَعِظْ ... أخاكَ وَعِظْ نَفْساً فأنت جَنوحُ ) .
( تركْتَ التُّقى والدينُ دينُ محمّدٍ ... لأهلي التُّقى والمسلمين يلوحُ ) .
( وتابَعْتَ مُرَّاقَ العراقَيْنِ سادراً ... وأنتَ غليظ القُصْرَيَيْنِ صحيح ) .
فقال له يزيد بن عاصم الشني قبحك الله أتهجو رجلاً وعظك وأمرك بمعروف بمثل هذا الهجاء هلا كففت إذ لم تقبل أراه والله سيأتي على نفسك ثم لا تحبق فيك عنزان اذهب ويحك فأته واعتذر إليه لعله يقبل عذرك .
فمشى إليه بجماعة من عبد القيس فشفعوا إليه فيه فقال لا تثريب لست واجداً عليه بعد يومي هذا .
أخبرني أحمد بن علي قال سمعت جدي علي بن يحيى يحدث عن أبي الحسن عن رجل من جعفي قال كنت جالساً عند المهلب إذ أقبل رجل طويل مضطرب فلما رآه المهلب قال اللهم إني أعوذ بك من شره فجاء فقال أصلح الله الأمير إني قد مدحتك ببيت صفده مائة ألف درهم .
فسكت المهلب فأعاد القول فقال له أنشده .
فأنشده - طويل - .
( فتىً زادَهُ السُّلطانُ في الخير رغبة ... إذا غيَّرَ السُّلطانُ كلَّ خليلِ )