وقال يمدح عمر بن عبيد الله - وافر - .
( سألناه الجزيلَ فما تأبَّى ... وأعطى فوقَ مُنْيتِنا وزادا ) .
وذكر الأبيات الثلاثة .
نسخت من كتاب ابن أبي الدنيا أخبرني محمد بن زياد عن ابن عائشة .
وأخبرني هاشم بن محمد قال حدثني عيسى بن إسماعيل عن ابن عائشة وخبر ابن أبي الدنيا أتم .
قال كان زياد الأعجم صديقاً لعمر بن عبيد الله بن معمر قبل أن يلي فقال له عمر يا أبا أمامة لو قد وليت لتركتك لا تحتاج إلى أحد أبداً .
فلما ولي فارس قصده فلما لقيه أنشأ يقول - طويل - .
( أبلغْ أبا حفصٍ رسالةَ ناصح ... أتَتْ من زيادٍ مستبيناً كلامُها ) .
( فإنّكَ مثلُ الشَّمس لا سِتْرَ دونَها ... فكيف أبا حفص عليَّ ظَلامُها ) .
فقال له عمر لا يكون عليك ظلامها أبداً .
فقال زياد - طويل - .
( لقد كنتُ أدعو الله في السّرّ أن أرى ... أمورَ معدٍّ في يديك نظامُها ) .
فقال له قد رأيتَ ذلك .
فقال .
( فلما أتاني ما أردْتُ تباشرتْ ... بناتي وقلْنَ العامَ لا شكَّ عامُها ) .
قال فهو عامهنّ إن شاء الله تعالى .
فقال .
( فإنّي وأرْضاً أنت فيها ابنَ معمرٍ ... كمكّةَ لم يَطربْ لأرضٍ حَمامها ) .
قال فهي كذلك يا زياد .
فقال .
( إذا اخترْت أرضاً للمقامِ رضيتُها ... لنفسي ولم يثقُلْ عليَّ مُقامُها )