( فإنّكِ كلَّما غَنَّيْتِ صوتاً ... ذكرْتُ أحبَّتي وذكرْتُ داري ) .
( فإما يَقتلوكِ طلبْتُ ثأراً ... له نبأٌ لأنك في جِواري ) .
فقال حبيب يا غلام هات القوس .
فقال له زياد ما تصنع بها قال أرمي جارتك هذه .
قال والله لئن رميتها لأستعدين عليك الأمير .
فأتى بالقوس فنزع لها سهماً فقتلها فوثب زياد فدخل على المهلب فحدثه الحديث وأنشده الشعر فقال المهلب علي بأبي بسطام فأتي بحبيب فقال له أعط أبا أمامة دية جارته ألف دينار .
فقال أطال الله بقاء الأمير إنما كنت ألعب .
قال أعطه كما آمرك .
فأنشأ زياد يقول - طويل - .
( فللّه عينَا مَنْ رأى كَقَضيّةٍ ... قَضَى لي بها قَرْمُ العِراق المهلَّبُ ) .
( رماها حبيبُ بن المهلَّب رميةً ... فأثبتَها بالسَّهم والسهمُ يغرب ) .
( فألْزَمَهُ عَقْلَ القَتيل ابنُ حُرّةٍ ... وقال حبيبٌ إنَّما كنت ألعبُ ) .
( فقال زيادٌ لا يروَّعُ جارُه ... وجارة جاري مثل جِلدي وأقربُ ) .
قال فحمل حبيب إليه ألف دينار على كره منه فإنه ليشرب مع حبيب يوماً إذ عربد عليه حبيب وقد كان حبيب ضغن عليه مما جرى فأمر بشق قباء ديباج كان عليه فقام فقال - طويل - .
( لعمرِك ما الدِّيباجَ خرَّقْت وحدهُ ... ولكنّما خرَّقْت جلْد المهلَّب ) .
فبعث المهلب إلى حبيب فأحضره وقال له صدق زياد ما خرقت إلا جلدي تبعث هذا على أن يهجوني .
ثم بعث إليه فأحضره فاستل سخيمته من صدره وأمر له بمال وصرفه