الهمار .
يريد الحمار .
أخبرني مالك بن محمد الشيباني قال كنت حاضراً في مجلس أبي العباس فقلت وقد قرئ عليه شعر زياد الأعجم فقرئت عليه قصيدته - كامل - .
( قل للقوافِلِ والغزِيّ إذا غَزَوا ... والباكرين وللمجدِّ الرائحِ ) .
قال فقلت إنّها من مختار الشعر ولقد أنشدت لبعض المحدثين في نحو هذا المعنى أبياتاً حسنة .
ثم أنشدنا - خفيف - .
( أيُّها الناعيانِ مَنْ تنعيانِ ... وعلى مَنْ أراكما تبكيانِ ) .
( اندُبا الماجِدَ الكريمَ أبا إسْحاقَ ... ربَّ المعروفِ والإِحسانِ ) .
( واذهبا بي إنْ لم يكنْ لكما عَقْرٌ ... إلى جَنْب قَبرِه فاعقِراني ) .
( وانضحَا من دمِي عليه فقد كا ... ن دمي مِن نَداهُ لو تعلمانِ ) .
أخبرني وكيع قال حدثني إسحاق بن محمد النخعي عن ابن عائشة عن أبيه قال كان المهلب بن أبي صفرة بخراسان فخرج إليه زياد الأعجم فمدحه فأمر له بجائزة فأقام عنده أياماً .
قال فإنا لبعشية نشرب مع حبيب بن المهلب في دار له وفيها حمامة إذ سجعت الحمامة فقال زياد - وافر - .
( تَغَنَّيْ أنتِ في ذِممِي وعَهدي ... وذمّةِ والدي إنْ لم تُطارِي ) .
( وبيتُك فاصلِحيهِ ولا تخافي ... على صُفْرٍ مزغَّبة صِغارِ )