للجواري ما عندكن في هذا الفتى فقلن ذكرنا والله أباك فيما غناه .
فقال صدقتن .
ثم أقبل علينا فقال هو مغن محسن ولكنه لا يصلح للمطارحة لكثرة زوائده ومثله إذا طارح جسر الذي يأخذ عنه فلم ينتفع به ولكنه ناهيك به من مغن مطرب .
قال إسحاق وحدثت أنه صار إلى مخارق عائداً فصادف عنده المغنين جميعا فلما طلع تغامزوا عليه فسلم على مخارق وسأله به فأقبل عليه مخارق ثم قال له يا أبا جعفر إن جواريك اللواتي في ملكي قد تركن الدرس من مدة فأحب أن تدخل إليهن وتأخذ عليهن وتصلح من غنائهن .
ثم صاح بالخدم فسعوا بين يديه إلى حجرة الجواري ففعل ما سأله مخارق ثم خرج فأعلمه أنه قد أتى ما أحبه والتفت إلى المغنين فقال قد رأيت غمزكم فهل فيكم أحد رضي أبو المهنا أعزه الله حذقه وأدبه وأمانته ورضيه لجواريه غيري ثم ولى فكأنما ألقمهم حجراً فما أجابه أحد .
صوت - كامل - .
( عَفَتِ الدِّيارُ مَحلُّها فمُقامُها ... بِمَنى تأبّدَ غَوْلُها فرِجامُها ) .
( فَمَدَافُع الرّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها ... خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها ) .
( فاقنعْ بما قسمَ الإلهُ فإِنَّما ... قَسَم الخلائقَ بيننا عَلاّمُها ) .
عروضه من الكامل .
عفت درست .
ومنى موضع في بلاد بني عامر وليس منى مكة .
تأبد توحش .
والغول والرجام جبلان بالحمى .
والريان واد .
مدافعه مجاري الماء فيه .
وعري رسمها أي ترك وارتحل عنه .
يقول عري من أهله .
وسلامها صخورها واحدتها سلمة