إسحاق بن إبراهيم الموصلي نعوده من علة كان وجدها فصادفنا عنده مخارقاً وعلويه وأحمد بن المكي وهم يتحدثون فاتصل الحديث بينهم وعرض إسحاق عليهم أن يقيموا عنده ليتفرج بهم ويخرج إليهم ستارته يغنون من ورائها ففعلوا وجاء محمد بن حمزة وجه القرعة على بقية ذلك فاحتبسه إسحاق معهم ووضع النبيذ وغنوا فغنى مخارق أو علويه صوتاً من الغناء القديم فخالفه محمد فيه وفي صانعه وطال مراؤهما في ذلك وإسحاق ساكت ثم تحاكما إليه فحكم لمحمد وراجعه علويه فقال له إسحاق حسبك فوالله ما فيكم أدرى بما يخرج من رأسه منه .
ثم غنى أحمد بن يحيى المكي قوله - بسيط - .
( قل للجُمانةِ لا تَعجَلْ بإسراج ... ) .
فقال محمد هذا اللحن لمعبد ولا يعرف له هزج غيره .
فقال أحمد أما على ما شرط أبو محمد آنفاً من أنه ليس في الجماعة أدرى بما يخرج من رأسه منك فلا معارض لك .
فقال له إسحاق يا أبا جعفر ما عنيتك والله فيما قلت ولكن قد قال إنه لا يعرف لمعبد هزج غير هذا وكلنا نعلم إنه لمعبد فأكذبه أنت بهزج آخر له مما لا يشك فيه .
فقال أحمد ما أعرف .
نسبة هذا الصوت .
قال محمد بن الحسن وحدثني إسحاق الهاشمي عن أبيه أن محمداً دخل معه على إسحاق الموصلي مهنئاً له بالسلامة من علة كان فيها فدعا بعود فأمر به إسحاق فدفع إلى محمد فغنى أصواتاً للقدماء وأصواتاً لإبراهيم وأصواتاً لإسحاق في إيقاعات مختلفة فوجه إسحاق خادماً بين يديه إلى جواري أبيه فخرجن حتى سمعنه من وراء حجاب ثم ودعه وانصرف فقال إسحاق