وكان قيس سيداً جواداً فلما حفل المجلس أقبل الملك على من حضره من وفود العرب فقال لأضعن تاجي على أكرم رجل من العرب .
فوضعه على رأس قيس وأعطاه ما شاء ونادمه مدة ثم أذن له في الانصراف إلى بلده فلما قرب من بلاد طيىء خرجوا إليه وهم لا يعرفونه فلقوه برمان فقتلوه فلما علموا أنه قيس ندموا لأياديه كانت فيهم فدفنوه وبنوا عليه بيتاً .
ثم إن طفيلاً جمع جموعاً من قيس فأغار على طيىء فاستاق من مواشيهم ما شاء وقتل منهم قتلى كثيرة .
وكانت هذه الوقعة بين القنان وشرقي سلمى فذلك قول طفيل في هذه القصيدة - طويل - .
( فذُوقوا كما ذُقْنا غَداةَ محجَّرٍ ... من الغَيْظ في أكبادنا والتحوُّبِ ) .
( فبِالقتلِ قَتْلٌ والسَّوامُ بمثله ... وبالشَّلّ شَلُّ الغائط المتصوِّبِ ) .
أخبرني علي بن الحسن بن علي قال حدثنا الحارث بن محمد عن المدائني عن سلمة بن محارب قال لما مات محمد بن الحجاج بن يوسف جزع عليه الحجاج جزعاً شديداً ودخل الناس عليه يعزونه ويسلونه وهو لا يسلو ولا يزداد إلا جزعاً وتفجعاً وكان فيمن دخل عليه رجل كان الحجاج قتل ابنه يوم الزاوية فلما رأى جزعه وقلة ثباته للمصيبة شمت به وسر لما ظهر له منه وتمثل بقول طفيل - طويل - .
( فذُقوا كما ذُقْنا غَداةَ محجَّرٍ ... من الغَيْظ في أكبادنا والتحوُّبِ )