فصعدت كما أمرها فلما نظرت إلى ثقل مشي الجمال قالت وقيل إنه مصنوع منسوب إليها رجز .
( ما لِلجمالِ مَشْيُها وئيدا ... أَجَنْدلاً يَحْمِلْنَ أم حديدا ) .
( أم صَرَفاناً بارداً شديداً ... أم الرجالُ جُثَّما قُعودا ) .
فلما دخل آخر الجمال نخس البواب عكما من الأعجام بمنخسة معه فأصابت خاصرة رجل فضرط فقال البواب شر والله عكمتم به في الجوالقات .
فثاروا بأهل المدينة ضرباً بالسيف فانصرفت راجعة فاستقبلها عمرو بن عدي فضربها فقتلها وقيل بل مصت خاتمها وقالت بيدي لا بيد عمرو وخربت المدينة وسبيت الذراري وغنم عمرو كل شيء كان لها ولأبيها وأختها وقال الشعراء في ذلك تذكر ما كان من قصير في مشورته على جذيمة وفي جدعه أنفه فأكثروا .
قال عدي بن زيد - وافر - .
( ألا يا أَيُّها المُثْرِي المُرَجَّى ... ألم تَسمعْ بِخَطْبِ الأوّلينا ) .
( دَعا بالبَقَّة الأمراءُ يَوْماً ... جذيمةَ ينتحي عُصَباً ثُبِينا ) .
( فطاوَعَ أمرَهُمْ وعصى قصيراً ... وكان يقول لو سَمِع اليقينا )