عبد الحر التنوخي فقال له اطلب بدم ابن عمك وإلا سبتك به العرب .
فلم يحفل بذلك فخرج قصير إلى عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة فقال هل لك في أن أصرف الجنود إليك على أن تطلب بثأر خالك فجعل ذلك له فأتى القادة والأعلام فقال لهم أنتم القادة والرؤساء وعندنا الأموال والكنوز .
فانصرف إليه منهم بشر كثير فالتقى بعمرو التنوخي فلما صافوا القتال تابعه التنوخي ومالك بن عمرو بن عدي فقال له قصير انظر ما وعدتني في الزباء .
فقال وكيف وهي أمنع من عقاب الجو فقال أما إذ أبيت فإني جادع أنفي وأذني ومحتال لقتلها فأعني وخلاك ذم .
فقال له عمرو وأنت أبصر .
فجدع قصير أنفه ثم انطلق حتى دخل على الزباء فقالت من أنت قال أنا قصير ولا ورب البشر ما كان على ظهر الأرض أحد أنصح لخدمته مني ولا أغش لك حتى جدع عمرو بن عدي أنفي وأذني فعرفت أني لن أكون مع أحد أثقل عليه منك .
فقالت أي قصير نقبل ذلك منك ونصر لك في بضاعتنا .
وأعطته مالاً للتجارة فأتى بيت مال الحيرة فأخذ منه بأمر عدي ما ظن أنه يرضيها وانصرف إليها به فلما رأت ما جاء به فرحت وزادته ولم يزل حتى أنست به فقال لها إنه ليس من ملك ولا ملكة إلا وقد ينبغي له أن يتخذ نفقاً يهرب إليه عند حدوث حادثة يخافها .
فقالت أما أني قد فعلت واتخذت نفقاً تحت سريري هذا يخرج إلى نفق تحت سرير أختي .
وأرته إياه فأظهر لها سروراً بذلك وخرج في تجارته كما كان يفعل وعرف عمرو بن عدي ما فعله فركب عمرو في ألفي دارع على ألف بعير في الجوالق حتى إذا صاروا إليها تقدم قصير يسبق الإبل ودخل على الزباء فقال لها اصعدي في حائط مدينتك فانظري إلى مالك وتقدمي إلى بوابك فلا يعرض لشيء من أعكامنا فإني قد جئت بمال صامت .
وقد كانت أمنته فلم تكن تتهمه ولا تخافه