فيه فشاور أصحابه فكل صوب رأيه في قصدها وإجابتها إلا قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس بن هلال بن نمارة بن لخم فقال هذا رأي فاتر وغدر حاضر فإن كانت صادقة فلتقبل إليك وإلا فلا تمكنها من نفسك فتقع في حبالها وقد وترتها في أبيها .
فلم يوافق جذيمة ما قال وقال له أنت امرؤ رأيك في الكن لا في الضح .
ورحل فقال له قصير في طريقه انصرف ودمك في وجهك .
فقال جذيمة ببقة قضي الأمر فأرسلها مثلاً .
ومضى حتى إذا شارف مدينتها قال لقصير ما الرأي قال ببقة تركت الرأي .
قال فما ظنك بالزباء قال القول رداف والحزم عيرانة لا تخاف .
واستقبله رسلها بالهدايا والألطاف فقال يا قصير كيف ترى قال خطر يسير في خطب كبير وستلقاك الخيول فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة وإن أخذت في جنبيك وأحاطت بك فالقوم غادرون .
فلقيته الخيول فأحاطت به فقال له قصير اركب العصا فإنها لا تدرك ولا تسبق يعني فرساً له كانت تجنب قبل أن يحولوا بينك وبين جنودك .
فلم يفعل فجال قصير في ظهرها فمرت به تعدو في أول أصحاب جذيمة .
ولما أحيط بجذيمة التفت فرأى قصيراً على فرسه العصا في أول القوم فقال لحازم من يجري العصا في أول القوم .
فذكر أبو عبيدة والأصمعي