أما والله لو حضرتك لدفنت حيث مت ولو شهدتك ما زرتك .
أخبرني إبراهيم بن أيوب قال حدثنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة أن متمم بن نويرة دخل على عمر بن الخطاب فقال له عمر ما أرى في أصحابك مثلك .
فقال يا أمير المؤمنين أما والله إني مع ذلك لأركب الجمل الثفال وأعتقل الرمح الشطون وألبس الشملة الفلوت .
ولقد أسرتني بنو تغلب في الجاهلية فبلغ ذلك أخي مالكاً فجاء ليفديني منهم فلما رآه القوم أعجبهم جماله وحدثهم فأعجبهم حديثه فأطلقوني له بغير فداء .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني النوفلي عن أبيه وأهله قالوا لما أنشد متمم بن نويرة عمر بن الخطاب قوله يرثي أخاه مالكاً - طويل - .
( وكنا كَندمانَيْ جَذيمةَ حِقْبةً ... من الدهر حتّى قِيل لن يتصدّعا ) .
( فلما تفرَّقنا كأنِّي ومالكاً ... لِطُول اجتماعِ لم نَبِتْ ليلةً معا ) .
قال له عمر هل كان مالك يحبك مثل محبتك إياه أم هل كان مثلك فقال وأين أنا من مالك وهل أبلغ مالكاً والله يا أمير المؤمنين لقد أسرني حي من العرب فشدوني وثاقاً بالقد وألقوني بفنائهم فبلغه خبري فأقبل على راحلته حتى انتهى إلى القوم وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليّ أعرض عني ونظر القوم إليه فعدل إليهم وعرفت ما أراد فسلم عليهم وحادثهم وضاحكهم وأنشدهم فوالله إن زال كذلك حتى ملأهم سروراً وحضر غداؤهم فسألوه ليتغدى معهم فنزل وأكل ثم نظر إلي وقال إنه لقبيح بنا أن نأكل ورجل ملقى بين أيدينا لا يأكل معنا وأمسك يده عن الطعام .
فلما رأى ذلك القوم نهضوا وصبوا الماء على قدي حتى لان وخلوني ثم جاؤوا فأجلسوني معهم على الغداء فلما أكلنا قال لهم