( لعمري وما دَهْري بتأبينِ مالكٍ ... ولا جَزعٍ مما أصابَ فأوجَعا ) .
( لقد كَفَّن المِنهالُ تحت ثيابه ... فتىً غيرَ مِبطانِ العشيّاتِ أرْوَعا ) .
حتى بلغ إلى قوله - طويل - .
( وكنا كَندمانَيْ جَذيمةَ حِقْبةً ... من الدهر حتّى قِيل لن يتصدّعا ) .
( فلما تفرَّقنا كأنِّي ومالكاً ... لِطُول اجتماعِ لم نَبِتْ ليلةً معا ) .
فقال عمر هذا والله التأبين ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت به أخاك .
فقال متمم لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته وكان قتل باليمامة شهيداً وأمير الجيش خالد بن الوليد فقال لعمر ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم .
قال وكان عمر يقول ما هبت الصبا من نحو اليمامة إلا خيل إليّ أني أشم ريح أخي زيد .
قال وقيل لمتمم ما بلغ من وجدك على أخيك فقال أصبت بإحدى عيني فما قطرت منها دمعة عشرين سنة فلما قتل أخي استهلت فما ترقأ .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا عبد الله بن لاحق عن ابن أبي مليكة قال مات عبد الرحمن بن أبي بكر بالحبشي خارج مكة فحمل فدفن بمكة فقدمت عائشة فوقفت على قبره وقالت متمثلة - طويل - .
( وكنا كَندمانَيْ جَذيمةَ حِقْبةً ... من الدهر حتّى قِيل لن يتصدّعا ) .
( فلما تفرَّقنا كأنِّي ومالكاً ... لِطُول اجتماعِ لم نَبِتْ ليلةً معا )