وقال سيف فحدثني سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد وعمرو بن شعيب قالا لما أراد خالد بن الوليد المسير خرج من ظفر وقد استبرأ أسداً وغطفان وطيئاً فسار يريد البطاح دون الحزن وعليها مالك بن نويرة وقد تردد عليه أمره وقد ترددت الأنصار على خالد وتخلفت عنه وقالوا ما هذا بعهد الخليفة إلينا فقد عهد إلينا إن نحن فرغنا من البزاخة واستبرأنا بلاد القوم أن يكتب إلينا بما نعمل .
فقال خالد إن يكن عهد إليكم هذا فقد عهد إليّ أن أمضي وأنا الأمير وإليّ تنتهي الأخبار ولو أنه لم يأتني له كتاب ولا أمر ثم رأيت فرصة إن أعلمته بها فاتتني لم أعلمه حتى أنتهزها .
وكذلك لو ابتلينا بأمر ليس منه عهد إلينا فيه لم ندع أن نرى أفضل ما بحضرتنا ونعمل به .
وهذا مالك بن نويرة بحيالنا وأنا قاصد له بمن معي من المهاجرين والتابعين لهم بإحسان ولست أكرههم .
ومضى خالد وبرمت الأنصار وتذامروا وقالوا لئن أصاب القوم خيراً إنه لخير حرمتموه ولئن أصابتهم مصيبة ليجتنبنكم الناس .
فأجمعوا على اللحاق بخالد وجردوا إليه رسولاً فأقام عليهم حتى لحقوا به ثم سار حتى لحق البطاح فلم يجد به أحداً .
قال السري عن شعيب عن سيف عن خزيمة بن شجرة العقفاني عن عثمان بن سويد عن سويد بن المنعبة الرياحي قال قدم خالد بن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحداً ووجد مالك بن نويرة قد فرقهم في أموالهم ونهاهم