( اسقِني شربةً فروِّ عظامي ... ثم عُدْ واسقِ مثلَها ابنَ زيادِ ) .
( موضع السرِّ والأمانةِ منِّي ... وعلى ثغر مَغْنمي وجِهادي ) .
قال ولما رجع في خلافة أبيه جلس بالمدينة على شراب فاستأذن عليه عبد الله بن العباس والحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع وقيل له إن ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه .
فحجبه وأذن للحسين فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب فقال لله در طيبك هذا ما أطيبه وما كنت أحسب أحداً يتقدمنا في صنعة الطيب فما هذا يا ابن معاوية فقال يا أبا عبد الله هذا طيب يصنع لنا بالشأم .
ثم دعا بقدح فشربه ثم دعا بقدح آخر فقال اسق أبا عبد الله يا غلام .
فقال الحسين عليك شرابك أيها المرء لا عين عليك مني .
فشرب وقال - مجزوء الوافر - .
( ألا يا صاحِ للعَجبِ ... دَعوْتُكَ ثم لم تُجِبِ ) .
( إلى القَيْناتِ والَلذّاتِ ... والصَّهباءِ والطَّربِ ) .
( وباطيةٍ مُكلَّلَة ... عليها سادةُ العرب ) .
( وفيهن التي تَبَلَتْ ... فؤادَك ثمّ لم تتبِ ) .
فوثب الحسين عليه السلام وقال بل فؤادك يا ابن معاوية .
صوت - وافر - .
( أإن نادَى هدِيلاً يومَ فَلْج ... مع الإِشراق في فَنَنٍ حَمامُ ) .
( ظلِلْتَ كأنّ دمعَك دُرُّ سِلْكٍ ... وَهَى خيطاً وأسلمه النِّظامُ )