كان حامضاً دبغ معدتك وإن كان حلواً خرطك وإن كان مدركاً فهو الذي أردت .
قلت لا بارك الله عليك .
ومضيت ثم أقلع بعد ذلك وتاب .
فاستأذن يوماً على يعقوب بن الربيع وأنا عنده فقال يعقوب ارفعوا الشراب فإن هذا قد تاب وأحسبه يكره أن يراه .
فرفع وأذن له فلما دخل قال ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) .
قال يعقوب هو الذي وجدت ولكننا ظننا أن يثقل عليك لتركك الشراب .
قال إي والله إنه ليثقل عليّ ذاك .
قال فهل قلت في ذلك شيئاً منذ تركته قال قلت طويل .
( ألا هل فتىً عن شُربها اليومَ صابر ... لِيَجْزِيَهُ يوماً بذلك قادِرُ ) .
( شربْتُ فلمَّا قيل ليس بنازعٍ ... نَزعْتُ وثوبي من أذَى اللُّوم طاهرُ ) .
أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال حدثني أبو هفان عن إسحاق قال كان مع المهدي رجل من أهل الموصل يقال له سليمان بن المختار وكانت له لحية عظيمة فذهب يوماً ليركب فوقعت لحيته تحت قدمه في الركاب فذهب عامتها فقال آدم بن عبد العزيز قوله - مجزوء الوافر - .
( قدِ استوجَبَ في الحكمِ ... سليمانُ بنُ مختارِ ) .
( بما طَوَّل من لحيتهِ ... جَزّاً بمنشارِ ) .
( أو السيفِ أو الحَلْقِ ... أو التحريق بالنارِ ) .
( فقد صار بها أشهرَ ... من رايةِ بَيطار ) .
فقال ثم أنشدها عمر بن بزيغ المهدي فضحك وسارت الأبيات فقال أسيد بن أسيد وكان وافر اللحية ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن عن الناس