العزيز بن أحمد وطاهر بن عبد الله الهشامي قالوا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال حدثني عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال .
أرسل عمر إلى الحطيئة وأنا جالس عنده وقد كلمه فيه عمرو بن العاص وغيره فأخرجه من السجن فانشده قوله .
( ماذا تقول لأفراخ بذي مَرَخٍ ... زغبِ الحواصِل لا ماء ولا شجرُ ) .
( ألقيت كاسبَهم في قعر مظلمةٍ ... فاغفرْ عليك سلامُ الله يا عمرُ ) .
( أنت الإِمامُ الذي من بعد صاحبِهِ ... ألقى إليك مقاليدَ النُّهَى البشرُ ) .
( لم يؤثروك بها إذ قدَّموك لها ... لكن لأنفسِهم كانت بك الأُثَرُ ) .
( فامنُنْ على صِبيةٍ بارزمل مسكنُهم ... بين الأباطح تَغْشاهم بها القِرَرُ ) .
( أهلي فدَاؤُكَ كم بيني وبينهُم ... من عَرْض داوِيةً تَعْمَى بها الخُبُرُ ) .
قال فبكى حين قال .
( ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... ) .
فقال عمرو بن العاص ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركه الحطئية فقال عمر علي بالكرسي فأتي به فجلس عليه ثم قال أشيروا علي في الشاعر فإنه يقول الهجر وينسب الحرم ويمدح الناس ويذمهم بغير ما فيهم ما أراني إلا قاطعا لسانه ثم قال علي بالطست فأتي بها