( أتجلِد الناسَ وأنت امرؤٌ ... تُجلَد في الدُّبر وفي القبَل ) .
( تبذُل ما يمنع أهلُ الندى ... هذا لعمري مُنتهى البَذْلِ ) .
( ما ينبغي للناس أن يَنسبُوا ... من كان ذا جُودٍ إلى البخلِ ) .
وقال في ضربه إياه - خفيف - .
( ضربَتْني بكفِّها بنت معنِ ... أَوْجَعَتْ كفَّها وما أَوْجَعتْني ) .
( ولعمري لولا أذى كفِّها إذ ... ضربَتْني بالسَّوط ما تركَتْني ) .
أخبرني ابن عمار قال حدثني محمد بن موسى .
وأخبرني محمد بن يحيى قال حدثني جبلة بن محمد قالا لما اتصل هجاء أبي العتاهية بعبد الله بن معن غضب من ذلك أخوه يزيد بن معن فهجاه أبو العتاهية فقال - وافر - .
( بَنَى مَعْنٌ ويهدِمُه يزيدُ ... كذاك الله يفعلُ ما يريدُ ) .
( فمعنٌ كان للحساد غَمّاً ... وهذا قد يُسَرُّ به الحسود ) .
( يزيدُ يزيدُ في مَنْعٍ وبُخل ... وينقُصُ في النوال ولا يزيد ) .
أخبرني محمد بن يحيى عن جبلة بن محمد قال حدثني أبي قال لما هجا أبو العتاهية بني معن فمضوا إلى مندل وحيان ابني علي العنزيين الفقيهين وكانا من سادات أهل الكوفة وهما من بني عمرو بن عمرو بطن من يقدم بن عنزة فقالوا لهما نحن بيت واحد وأهل ولا فرق بيننا وقد أتانا من مولاكم هذا ما لو أتى من بعيد الولاء لوجب أن تردعاه .
فأحضرا أبا العتاهية ولم يكن يمكنه الخلاف عليهما فأصلحا بينه وبين عبد الله ويزيد ابني معن وضمنا عنه خلوص النية وعنهما ألا يتتبعاه بسوء وكانا ممن لا يمكن خلافهما فرجعت الحال إلى المودة والصفاء وجعل الناس يعذلون أبا العتاهية فيما فرط منه ولامه آخرون على صلحه لهم فقال - مجزوء الرمل - .
( ما لعذَّالي وما لي ... أمَروني بالضلالِ )