مخارق وعلويه وعمرو بن بانة ومحمد بن الحارث بن بسخنر فغنى فلم يصنع شيئاً وتبعه محمد بن الحارث فكانت هذه سبيله وامتدت الأعين إلى مخارق وعمرو فبدأ مخارق فغنى مجزوء الكامل .
( إني امرؤٌ من خيرهمْ ... عمِّي وخالي من جذامْ ) .
فما نهنهه عمرو مع انقطاع نفسه حتى غنى سريع .
( يا ربْعَ سلاّمة بالمنحنى ... بخَيف سلْعٍ جادكَ الوابلُ ) .
وكان إبراهيم بن المهدي حاضراً فبكى طرباً وقال أحسنت والله واستحققت فإن أعطيته وإلا فخذه من مالي يا حبيبي عني أخذت هذا الصوت وقد والله زدت علي فيه وأحسنت غاية الإحسان ولا يزال صوتي عليك أبداً .
فقال له عبد الله من حكمت له بالسبق فقد حصل .
وأمر له بالبدرة فحملت إلى عمرو .
ثم حدثنا بعد ذلك أن إسحاق لقي عمرو بن راشد الخناق فقال له قد بلغني خبر المجلس الذي جمع عبد الله فيه المغنين يمتحنهم ولو شاء لكان في راحة من ذلك .
قلت وكيف قال أما مخارق فأحسن القوم غناء إذا اتفق له أن يحسن وقلما يتفق له ذلك .
وأما محمد بن الحارث فأحسنهم شمائل وأملحهم إشارة بأطراف وجهه في الغناء وليس له غير ذلك .
وأما عمرو بن بانة فأعلم القوم وأرقاهم .
وأما علويه فمن أدخله ابن الزانية مع هؤلاء .
نسبة هذين الصوتين .
صوت مجزوء الكامل .
( إني امرؤٌ من خيرهمْ ... عمِّي وخالي من جذامْ )