كنا عند المتوكل ومعنا عمرو بن بانة في آخر يوم من شعبان فقال له عمرو يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك تأمر لي بمنزل فإنه لا منزل لي يسعني .
فأمر المتوكل عبيد الله بن يحيى بأن يبتاع له منزلاً يختاره .
قال وهجم الصوم وشغل عبيد الله وانقطع عمرو عنا فلما أهل شوال دعا بنا المتوكل فكان أول صوت غناه عمرو في شعر هذا - منسرح - .
صوت .
( ملاَّكَ ربِّي الأَعيادِ تُخْلِقُها ... في طولُ عمرٍ يا سيدَ الناسِ ) .
( دُفِعْتُ عن منزل أمرْتَ به ... فإِنَّني عنه مباعَد خاس ) .
( فمرْ بتسليمِهِ إليّ على ... رَغْم عدوِّي بحرمة الكاس ) .
( أعوذ بالله والخليفة أن ... يرجع ما قلته على راسي ) .
لحن عمرو في هذا الموضع هزج بالبنصر .
فدعا المتوكل بعبيد الله بن يحيى فقال له لم دافعت عمراً بابتياع المنزل الذي كنت أمرتك بابتياعه فاعتل بدخول الصوم وتشعب الأشغال .
فتقدم إليه أن لا يؤخر ابتياع ذلك إليه فابتاع له الدور التي في دور سر من رأى بحضرة المعلى بن أيوب .
وفيها توفي عمرو .
أخبرني محمد بن إبراهيم قريص قال سمعت أحمد بن أبي العلاء يحدث أستاذي يعني محمد بن داود بن الجراح قال جمع عبد الله بن طاهر بين المغنين وأراد أن يمتحنهم وأخرج بدرة دراهم سبقاً لمن تقدم منهم وأحسن فحضره