211 - فعمد إلى الكبش فذبحه ثم كشط عنه وعضاه وألقاه في قدر جماع وطبخه حتى إذا أدرك جاء بجفنة عظيمة فثرد فيها فأكفأ القدر عليها فقعدا فأكلاه ثم قال له أي الشراب أحب إليك أللبن أم ما كنا نتنادم عليه في الجاهلية قال أو ليس قد حرمها الله جل وعز علينا في الإسلام قال أنت أكبر سناً أم أنا قال أنت .
قال فأنت أقدم إسلاماً أم أنا قال أنت .
قال فإني قد قرأت ما بين دفتي المصحف فوالله ما وجدت لها تحريماً إلا أنه قال ( فهل أنتم منتهون ) فقلنا لا .
فسكت وسكتنا فقال له أنت أكبر سناً وأقدم إسلاماً .
فجاءا فجلسا يتناشدان ويشربان ويذكران أيام الجاهلية حتى أمسيا فلما أراد عيينة الانصراف .
قال عمرو لئن انصرف أبو مالك بغير حباء إنه لوصمة علي .
فأمر بناقة له أرحبية كأنها جبيرة لجين فارتحلها وحمله عليها ثم قال يا غلام هات المزود .
فجاء بمزود فيه أربعة آلاف درهم فوضعها بين يديه فقال أما المال فوالله لا قبلته .
قال والله إنه لمن حباء عمر بن الخطاب Bه .
فلم يقبله عيينة وانصرف وهو يقول - طويل - .
( جُزِيتَ أبا ثَورٍ جزاءَ كرامةٍ ... فنِعْمَ الفتى المِزدارُ والمتضيَّفُ ) .
( قريْتَ فأكرمْتَ القِرى وأَفَدْتَنا ... نَخِيلَةَ عِلم لم يكن قطُّ يعرف )