أمه وذلك في عام صعب مجدب فأكرمته المرأة وأحسنت إليه فبلغ ذلك بغيض بن عامر بن شماس بن لأي بن جعفر وهو أنف الناقه بن قريع بن عوف ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وبلغ إخوته وبني عمه فاغتنموها .
وفي خبر اليزيدي عن عمه قال ابن حبيب عن ابن الأعرابي وكانوا يغضبون من أنف الناقة وإنما سمي جعفر أنف الناقة لأن أباه قريعا نحر ناقة فقسمها بين نسائه فبعثت جعفرا هذا أمه وهي الشموس من وائل ثم من سعد هذيم فأتى أباه ولم يبق من الناقة إلا رأسها وعنقها فقال شأنك بهذا فأدخل يده في أنفها وجر ما أعطاه فسمي أنف الناقة .
وكان ذلك كاللقب لهم حتى مدحهم الحطيئة فقال .
( قوم هم الأنفُ والأذنابُ غيرُهُمُ ... ومن يسوِّي بأنفِ الناقة الذنَبا ) .
فصار بعد ذلك فخرا لهم ومدحا وكانوا ينازعون الزبرقان الشرف يعني بغيضا وإخوته وأهله وكانوا أشرف من الزبرقان إلا أنه قد كان استعلاهم بنفسه .
وقال أبو عبيدة في خبره كان الحطيئة دميما سيء الخلق لا تأخذه العين ومعه عيال كذلك فلما رأت أم شذرة حاله هان عليها وقصرت به ونظر بغيض وبنو أنف الناقة إلى ما تصنع به أم شذرة فأرسلوا إليه إن ائتنا فأبى عليهم وقال إن من شأن النساء التقصير والغفلة ولست بالذي أحمل على صاحبها ذنبها .
فلما ألح عليه بنو أنف الناقة وكان رسولهم إليه شماس بن لأي وعلقمة بن هوذة وبغيض ابن شماس والمخبل الشاعر قال لهم لست بحامل على الرجل ذنب غيره فإن