ثمانية من المشركين أو تسعة وكان شهماً شجاعاً ذا بأس فأثبتته الجراحة فاحتمل إلى دار بني ظفر قال فجعل رجال من المسلمين يقولون والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر .
قال بم أبشر فوالله إن قاتلت إلا على أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت .
فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهماً من كنانته فقطع رواهشه فنزفه الدم فمات فأخبر رسول الله بذلك فقال إني رسول الله حقاً .
وعن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة قال كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال فلما كان الغد من يوم أحد وذلك يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت من شوال أذن مؤذن رسول الله في الناس بطلب العدو وأذن مؤذنه أن لا يخرجن معنا إلا من حضر يومنا بالأمس .
فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري فقال يا رسول الله إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع وقال لي يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة بلا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله على نفسي فتخلف على أخواتك .
فتخلفت عليهن .
فأذن له رسول الله فخرج معه وإنما خرج رسول الله مرهباً للعدو وأنهم خرجوا في طلبهم فيظنون أن بهم قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم .
عن محمد بن إسحاق قال فحدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان بن عفان أن رجلا من أصحاب رسول الله من بني عبد الأشهل كان شهد أحداً .
قال فشهدت رسول الله أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن مؤذن رسول الله بالخروج في طلب العدو قلت لأخي وقال لي أتفوتنا غزوة مع رسول الله والله ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل .
فخرجنا مع رسول الله وكنت أيسر جرحاً منه فكنت إذا غلب عليه حملته عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج إليه