بأخيها .
فلقيها الزبير فقال يا أمه إن رسول الله يأمرك أن ترجعي .
فقالت ولم فقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله جل وعز قليل فما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله تعالى فلما جاء الزبير رسول الله فأخبره بذلك قال خل سبيلها .
فأتته فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر رسول الله به فدفن .
قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال لما خرج رسول الله إلى أحد رجع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش بن زعورا في الآطام مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران لا أبا لك ما تنتظر فوالله إن بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار إنما نحن هامة اليوم أو غد أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله لعل الله يرزقنا شهادة معه فأخذا أسيافهما ثم خرجا حتى دخلا في الناس ولم يعلم أحد بهما .
فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون وأما حسيل بن جابر اليمان فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولم يعرفوه فقال حذيفة أبي قالوا والله إن عرفناه .
وصدقوا .
قال حذيفة يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
فأراد رسول الله أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزادته عند رسول الله خيراً .
قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كان فينا رجل أتي لا ندري من أين هو يقال له قزمان فكان رسول الله يقول إذا ذكره ( إنه لمن أهل النار ) فلما كان يوم أحد قاتل قتالاً شديداً فقتل هو وحده