سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمداً فقال عمر اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن .
قال أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر لقول ابن قمئة لهم إني قتلت محمداً .
ثم نادى أبو سفيان فقال إنه قد كان مثل والله ما رضيت ولا سخطت ولا أمرت ولا نهيت وقد كان الحليس بن زبان أخو بني الحارث بن عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش قد مر بأبي سفيان بن حرب وهو يضرب في شدق حمزة عليه السلام وهو يقول ذق عقق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون لحماً فقال اكتمها علي فإنها كانت زلة قال فلما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى أن موعدكم بدر العام المقبل .
فقال رسول الله لرجل من أصحابه ( قل نعم هي بيننا وبينك موعد ) .
ثم بعث رسول الله علي بن أبي طالب عليه السلام فقال اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون فإن كانوا قد جنبوا وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم ثم لأناجزنهم .
قال علي فخرجت في آثارهم أنظر ما يصنعون فلما جنبوا الخيل وامتطوا الإبل توجهوا إلى مكة وكان رسول الله قال لي أي ذلك كان فأخفه حتى يأتيني .
قال علي فلما رأيتهم قد توجهوا إلى مكة أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم الذي أمرني به رسول الله لما بي من الفرح إذ رأيتهم انصرفوا إلى مكة عن المدينة وفرغ الناس لقتلاهم .
فقال رسول الله كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني أخي بني النجار أن رسول الله قال ( من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع وسعد أخو بني الحارث بن الخزرج أفي الأحياء هو أم في الأموات ) فقال رجل من الأنصار أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل .
فنظر فوجده جريحاً في القتلى به رمق .
قال فقلت له إن رسول الله أمرني أن أنظر له أفي الأحياء أنت أم في