وقال لا يقاتلن أحد أحداً حتى نأمره بالقتال .
وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين فقال رجل من المسلمين حين نهى رسول الله عن القتال أترعى زروع بني قيلة ولما نضارب وتعبى رسول الله وهو في سبعمائة رجل وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فارس قد جنبوا خيولهم فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل وأمر رسول الله على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف وهو يومئذ معلم بثياب بيض والرماة خمسون رجلاً وقال انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا فاثبت بمكانك لا نؤتين من قبلك .
وظاهر رسول الله بين درعين .
قال محمد بن جرير فحدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال لما كان يوم أحد ولقي رسول الله المشركين أجلس رسول الله رجالاً بإزاء الرماة وأمر عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم ( لا تبرحوا مكانكم وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ) .
فلما لقي القوم هزم المشركين حتى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهن وبدت خلاخيلهن فجعلوا يقولون الغنيمة الغنيمة فقال عبد الله مهلاً أما علمتم ما عهد إليكم رسول الله فأبوا فانطلقوا فلما أتوهم صرفت وجوههم فأصيب من المسلمين سبعون رجلاً .
قال محمد بن جرير حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال أقبل أبو سفيان في ثلاث ليال خلون من شوال حتى نزل أحداً وخرج رسول الله فأذن في الناس فاجتمعوا