رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق .
ومضى رسول الله حتى سلك في حرة بني حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب كلاب سيف فاستله فقال رسول الله وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف ( شم سيفك فإني أرى السيوف ستستل اليوم ) ثم قال رسول الله لأصحابه ( من رجل يخرج بنا على القوم من كثب من طريق لا يمر بنا عليهم ) فقال أبو خيثمة أخو بني حارثة بن الحارث أنا يا رسول الله .
فقدمه فنفذ به في حرة بني حارثة وبين أموالهم حتى سلك به في مال المربع بن قيظي وكان رجلاً منافقاً ضرير البصر فلما سمع حس رسول الله ومن معه من المسلمين قام يحثي التراب في وجوههم ويقول إن كنت رسول الله فلا أحل لك أن تدخل حائطي .
قال وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ثم قال لو أني أعلم أني لا أصيب بها غيرك لضربت بها وجهك فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله ( لا تفعلوا بهذا الأعمى البصر الأعمى القلب ) وقد بدر إليه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل حين نهى رسول الله عنه فضربه بالقوس في رأسه فشجه ومضى رسول الله على وجهه حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد